لنجرب (ثقافة الحياة).. نعترف بحسنات الواقع فنعيشها ومساوئه فنسعى لإصلاحها
مرتضى الحسيني
يؤكد خبراء علم النفس أن المتشائم شخص يائس ينظر الى الحياة نظرةً سوداوية،، دائماً يندب حظه ويدخل دوامة الاكتئاب والإحباط والخوف، وتشير العديد من الدراسات إلى ان أكثر من 70 % من حالات الاكتئاب أساسها التشاؤم كما أن المتشائمين يصابون بأمراض نفسية وعضوية نتيجة الإصابة بحالة عدم الرضا. وفي المقابل يتمتع الشخص المتفائل بالرضا والسعادة لأنه يعيش بالأمل في غد أفضل، فيتجدد نشاطه ويؤثر بإيجابية على كل من حوله وتتحسن حالته الصحية ونشاطه الطبيعي. وفي الوقت الذي يجذب المتفائل إليه محبة الآخرين، فأن المتشائم يطردها عن نفسه. وتقول دراسة هولندية نشرت في دورية الطب الباطني وشملت 545 رجلا هولنديا، ان التفاؤل مفيد للقلب وان الرجال الاكثر تفاؤلا بينهم انخفض لديهم خطر الاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية بنسبة 50 في المئة تقريبا على مدى 15 سنة من المتابعة. كما أكدت دراسة لجامعة دوك بولاية نورث كارولاينا الامريكية أن المتفائلين يتمتعون بعمر أطول من المتشائمين الذين ينظرون بضجر إلى المستقبل. واستمرت الدراسة 40 عاماً على 6958 رجلا وامرأة، ووجدت أن من كانوا متفائلين في شبابهم قلت احتمالات وفاتهم في الأربعين سنة التالية مقارنة مع أقرانهم الأكثر تشاؤما حيث زادت في المتوسط احتمالات وفاتهم لأي سبب بنسبة 42 % عن نظرائهم الأكثر ايجابية. وكشفت الدراسة أن المتفائلين يبنون شبكات اجتماعية متينة ويستفيدون من العلاج الطبي بصورة وتأثير افضل، كما من المرجح أن للتفاؤل فوائد بيولوجية مثل تخفيض مستويات هرمونات الإحباط واحتمالات التعرض للالتهابات.
نعم، يعدّ التشاؤم واليأس من جنود الشيطان واحابيله، ومايمكن ان نصفه بـ(الثقب الاسود) وبؤرة ثقافة الهزيمة والانكسار في النظرة الى الحياة والتعاطي معها، وعقدة التبرير وسوء الظن وفقدان الثقة بالذات والاخرين...، مقابل مايمثله التفاؤل والأمل كمركز استقطاب واشعاع وابداع في (ثقافةالحياة).. تلك الثقافة الصحيحة التي لاتدعوك الى ان تسمّر نظرك وتفكيرك وكل جوانب وجودك وحياتك، دائما وفقط على المساوىء والاحباطات والخسارات..، انما ثقافة تعترف بالواقع كله؛ حسناته وسيئاته، لتجعل الانسان في محور الخوف والرجاء، وتدفع به قدما الى القمة .وفي توجيهاتنا الدينية نجد حديث أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ: (الا اخبركم بالفقيه حقاً ؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين .قال: من لم يقنط الناس مـن رحمة اللـه، ولم يؤمنهم من عذاب الهو، ولم يرخص لهم في معاصي الله). ان من المهم ان لا نضخم السلبية أو الخطأ في سلوكنا. وان لا ندع الماضي يشغل تفكيرنا ويعكر صفو عيشنا. يقول امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ: (الإشتغال بالفائت يفوت الحاضر).
ان من عناصر المرض في الثقافة، الاستسلام للواقع اعتقادا بأنه افضل ما كان يمكن حدوثه، ذلك لان هذا الاستسلام يميت التحفز البشري نحو التطوير.. وتطلعه نحو حياة أفضل، وبالرغم من ان الاعتراف بالواقع من مظاهر الصحة في الثقافة، فان الرضا به من أسباب المرض .ولكي يكون الاعتراف بالواقع - مظهراً صحياً - في ثقافتنا، لابد ان يتم بمساوئه ومحاسنه جميعا. نؤمن بسيئات الواقع لانه الخطوة الاولى لتغييرها، ونؤمن بحسناته لانه بدون هذا الايمان نسقط في بؤرة اليأس حتى الاذقان، وكثيرون أولئك الذين تعمى فيهم عين الرضا فلا يبصرون سوى السواد والظلام، ولا يشعرون بغير القلق واليأس، وهؤلاء يفقدون القدرة على تطوير الواقع، لانهم فاقدون للأمل بذلك .
وهنا استحضر الدعوة التي طالما نوّه اليها في اكثر من مناسبة، سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي ـ حفظه الله ـ وتأكيده في احدى محاضراته قبل عدة اسابيع، على العلماء والمفكرين والخطباء والكتاب والمثقفين، الى النهوض بحملة ثقافية تنويرية لـ: (الوقوف بوجه حالة الاستسلام واليأس والاحباط التي يـُراد ايصال الشعب العراقي اليها من خلال اغراقه بموجات من الازمات والمشاكل والفتن، عبر الارهاب، ومحاولة تمزيق وحدة صفه، وكشحن افكار معلبة غريبة الينا من وراء البحار لا تمت الى قيمنا وتاريخنا بصلة، وعشرات من المشاكل الاخرى.. هدفها جميعا ان يجعلوا هذا الشعب يائسا قانطا ومستسلماً.. يريدون ان يوصلونا الى هذه الحافة، فتنعدم فينا روح الثقة والأمل ويسلبوا روح التصدي والتحدي بسبب هذه المشاكل والصعوبات..). مؤكدا سماحته في جانب من حديثه، امام حشود من طلبة العلوم الدينية والمواطنين والزائرين وممثلي فعاليات ثقافية وسياسية واجتماعية، على انه: (وفي ذات الوقت يجب ان يكون هناك سعي متواصل وجدي من اجل الاصلاح في البلاد على المستويات كافة، منها الخدمية والسياسية والاجتماعية... ولكن التعثر او التأخر في الاصلاح لأسباب وظروف معينة لايعني ان علينا ان نيأس ونصاب بالتردد والشك والارتياب والافراط في التشاؤم...) موضحا: (نحن بحاجة الى ان نعيد التوازن لانفسنا ووضعنا ونستثمر النعم التي تحيط بنا ونستطيل على المشاكل..، يجب ان نعتمد على روح الاستقامة والصبر والثقة بالنفس والتقوى والايمان بالله تعالى في حالات البلاء والفتنة التي تمر بنا، ففي أية فتنة، وفي اي وقت، الانسان بحاجة دائمة الى ان يتوجه ويتضرع الى الله سبحانه والاستعانة به تعالى، والصبر والاستقامة والتفكير المسؤول والثقة بالذات وقدرتها على التغيير والاصلاح للمضي نحو بناء المستقبل، وعدم التقوقع والانزواء وحصر التفكير بإحباطات الواقع الراهن فقط ومشاكله..)
نعم الثقافة مصنع شخصية الانسان، وهو انمـا ينطلق في حياته من هذه القاعدة، لان الثقافة تمثل القوالب التي تتشكل فيها شخصية الانسان، وتحول الحوادث والمتغيرات التي يمر بها الى مكونات تتفاعل تلك الشخصية معها، والثقافة ان كانت حيّة ونابضة بالحيوية والنشاط. بامكانها ان تحول كل منعطف تأريخي خطير بل كل محنة وشدة الى معراج وسلم لكمال الانسان .اما اذا كانت الثقافة ميتة وجامدة فانها سوف لا تجدينا نفعا في المحن والشدائد، ولكي يكون موقف الانسان إزاء الحوادث الصعبة التي يمر بها موقفاً ايجابياً، فيصنع من الخسارة مكسباً، ومن الفشل نجاحا، ومن الهزيمة انتصاراً، فلابد له اولا من ان يغير رؤيته للحياة، وبالتالي يغير ذلك المصنع الخفي الكامن في نفسه الذي يستلم مواد الافكار والثقافة ليحولها الى جسم حي نابض بالحركة والنشاط .ولاشك ابدا ان لا نبض ولاحركة ولانشاط وتقدم وابداع وعطاء و(حياة) مع الاغراق في التشاؤم والاستسلام لليأس، وهذا امر كما ينطبق على الفرد يجري في حياة المجتمع والشعب والامة كذلك.. فكما ان الاستسلام للاحباط والضعف واليأس والتشاؤم تدل على ـ او بالاحرى (تعجل) ـ ايام الشيخوخة وربما الموت للانسان الفرد، كذلك في الثقافة...، وأيام الشيخوخة في الثقافة تتسم بضعف القيم الدافعة نحو التقدم والحركة والانطلاق..
ان شخصية الانسان المؤمن الثقافيـة قد مزجت مزجاً بالأمل والتفاؤل، بالله - تعالى - وبالتوكـل المطلق عليه، فكيـف يمكن ان تنهار هذه الشخصية؟، ولان المؤمن يعيش الأمل، فانه يفتش دائما لكي يجد الطرق الكفيلة بالخروج من الازمات الصعبة بالرغم من اشتدادها... وقد ورد في الحديث الشريف: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، فمن الضروري الاستعانة بالله وتغيير النظرة إلى الحياة وعلى الإنسان لكي ينجح في حل مشاكله ان يؤمن بان الخالق قد اودع في هذه النفس من الطاقات ما يفوق التصور.. واذا كان سلاح اليأس والإحباط هو أهم اسلحة الشيطان، وكما جاء في الحديث: (اليأس من جنود الشيطان). فإن علينا ان نقاوم هذا اليأس، لا ان نستسلم له... فالمؤمنون يطردون اليأس بالأمل والتفاؤل والثقة بالله ـ تعالى ـ وحسن الظن به،، ويدفعون ما يقذفه الشيطان في قلوبهم بنظرة الى رحمة الله الواسعة.، فلماذا لا نذكر رحمة الله؟ ومتى غيّر عادة الاحسان حتى نبحث عن غيره؟ انه يأتينا في كل لحظة، ويدعونا الى نفسه... وما القرآن الكريم الاّ بطاقة دعوة رقيقة رحيمة حكيمة لنا، يقول الله - تعالى - فيها لكل واحد منا: عبدي اني احبك، وقد خلقتك للبقاء لا للفنـــاء، ولأرحمك لا لأعذبك، ولأدخلك جنتي.. فلماذا ندع الشيطان يخدعنـا ويسلب منا التفاؤل والأمل، والثقة بالله تعالى، وبقدرة الانسان على تخطي العقبات والانكسارات، وسيئات واقعه (الذي يصنعه هو بذاته)، لينطلق ويغير ويبني (نفسه ومستقبله معنى ومادة) بفكر مسؤول وثقافة مسؤولة (ثقافة الحياة
مرتضى الحسيني
يؤكد خبراء علم النفس أن المتشائم شخص يائس ينظر الى الحياة نظرةً سوداوية،، دائماً يندب حظه ويدخل دوامة الاكتئاب والإحباط والخوف، وتشير العديد من الدراسات إلى ان أكثر من 70 % من حالات الاكتئاب أساسها التشاؤم كما أن المتشائمين يصابون بأمراض نفسية وعضوية نتيجة الإصابة بحالة عدم الرضا. وفي المقابل يتمتع الشخص المتفائل بالرضا والسعادة لأنه يعيش بالأمل في غد أفضل، فيتجدد نشاطه ويؤثر بإيجابية على كل من حوله وتتحسن حالته الصحية ونشاطه الطبيعي. وفي الوقت الذي يجذب المتفائل إليه محبة الآخرين، فأن المتشائم يطردها عن نفسه. وتقول دراسة هولندية نشرت في دورية الطب الباطني وشملت 545 رجلا هولنديا، ان التفاؤل مفيد للقلب وان الرجال الاكثر تفاؤلا بينهم انخفض لديهم خطر الاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية بنسبة 50 في المئة تقريبا على مدى 15 سنة من المتابعة. كما أكدت دراسة لجامعة دوك بولاية نورث كارولاينا الامريكية أن المتفائلين يتمتعون بعمر أطول من المتشائمين الذين ينظرون بضجر إلى المستقبل. واستمرت الدراسة 40 عاماً على 6958 رجلا وامرأة، ووجدت أن من كانوا متفائلين في شبابهم قلت احتمالات وفاتهم في الأربعين سنة التالية مقارنة مع أقرانهم الأكثر تشاؤما حيث زادت في المتوسط احتمالات وفاتهم لأي سبب بنسبة 42 % عن نظرائهم الأكثر ايجابية. وكشفت الدراسة أن المتفائلين يبنون شبكات اجتماعية متينة ويستفيدون من العلاج الطبي بصورة وتأثير افضل، كما من المرجح أن للتفاؤل فوائد بيولوجية مثل تخفيض مستويات هرمونات الإحباط واحتمالات التعرض للالتهابات.
نعم، يعدّ التشاؤم واليأس من جنود الشيطان واحابيله، ومايمكن ان نصفه بـ(الثقب الاسود) وبؤرة ثقافة الهزيمة والانكسار في النظرة الى الحياة والتعاطي معها، وعقدة التبرير وسوء الظن وفقدان الثقة بالذات والاخرين...، مقابل مايمثله التفاؤل والأمل كمركز استقطاب واشعاع وابداع في (ثقافةالحياة).. تلك الثقافة الصحيحة التي لاتدعوك الى ان تسمّر نظرك وتفكيرك وكل جوانب وجودك وحياتك، دائما وفقط على المساوىء والاحباطات والخسارات..، انما ثقافة تعترف بالواقع كله؛ حسناته وسيئاته، لتجعل الانسان في محور الخوف والرجاء، وتدفع به قدما الى القمة .وفي توجيهاتنا الدينية نجد حديث أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ: (الا اخبركم بالفقيه حقاً ؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين .قال: من لم يقنط الناس مـن رحمة اللـه، ولم يؤمنهم من عذاب الهو، ولم يرخص لهم في معاصي الله). ان من المهم ان لا نضخم السلبية أو الخطأ في سلوكنا. وان لا ندع الماضي يشغل تفكيرنا ويعكر صفو عيشنا. يقول امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ: (الإشتغال بالفائت يفوت الحاضر).
ان من عناصر المرض في الثقافة، الاستسلام للواقع اعتقادا بأنه افضل ما كان يمكن حدوثه، ذلك لان هذا الاستسلام يميت التحفز البشري نحو التطوير.. وتطلعه نحو حياة أفضل، وبالرغم من ان الاعتراف بالواقع من مظاهر الصحة في الثقافة، فان الرضا به من أسباب المرض .ولكي يكون الاعتراف بالواقع - مظهراً صحياً - في ثقافتنا، لابد ان يتم بمساوئه ومحاسنه جميعا. نؤمن بسيئات الواقع لانه الخطوة الاولى لتغييرها، ونؤمن بحسناته لانه بدون هذا الايمان نسقط في بؤرة اليأس حتى الاذقان، وكثيرون أولئك الذين تعمى فيهم عين الرضا فلا يبصرون سوى السواد والظلام، ولا يشعرون بغير القلق واليأس، وهؤلاء يفقدون القدرة على تطوير الواقع، لانهم فاقدون للأمل بذلك .
وهنا استحضر الدعوة التي طالما نوّه اليها في اكثر من مناسبة، سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي ـ حفظه الله ـ وتأكيده في احدى محاضراته قبل عدة اسابيع، على العلماء والمفكرين والخطباء والكتاب والمثقفين، الى النهوض بحملة ثقافية تنويرية لـ: (الوقوف بوجه حالة الاستسلام واليأس والاحباط التي يـُراد ايصال الشعب العراقي اليها من خلال اغراقه بموجات من الازمات والمشاكل والفتن، عبر الارهاب، ومحاولة تمزيق وحدة صفه، وكشحن افكار معلبة غريبة الينا من وراء البحار لا تمت الى قيمنا وتاريخنا بصلة، وعشرات من المشاكل الاخرى.. هدفها جميعا ان يجعلوا هذا الشعب يائسا قانطا ومستسلماً.. يريدون ان يوصلونا الى هذه الحافة، فتنعدم فينا روح الثقة والأمل ويسلبوا روح التصدي والتحدي بسبب هذه المشاكل والصعوبات..). مؤكدا سماحته في جانب من حديثه، امام حشود من طلبة العلوم الدينية والمواطنين والزائرين وممثلي فعاليات ثقافية وسياسية واجتماعية، على انه: (وفي ذات الوقت يجب ان يكون هناك سعي متواصل وجدي من اجل الاصلاح في البلاد على المستويات كافة، منها الخدمية والسياسية والاجتماعية... ولكن التعثر او التأخر في الاصلاح لأسباب وظروف معينة لايعني ان علينا ان نيأس ونصاب بالتردد والشك والارتياب والافراط في التشاؤم...) موضحا: (نحن بحاجة الى ان نعيد التوازن لانفسنا ووضعنا ونستثمر النعم التي تحيط بنا ونستطيل على المشاكل..، يجب ان نعتمد على روح الاستقامة والصبر والثقة بالنفس والتقوى والايمان بالله تعالى في حالات البلاء والفتنة التي تمر بنا، ففي أية فتنة، وفي اي وقت، الانسان بحاجة دائمة الى ان يتوجه ويتضرع الى الله سبحانه والاستعانة به تعالى، والصبر والاستقامة والتفكير المسؤول والثقة بالذات وقدرتها على التغيير والاصلاح للمضي نحو بناء المستقبل، وعدم التقوقع والانزواء وحصر التفكير بإحباطات الواقع الراهن فقط ومشاكله..)
نعم الثقافة مصنع شخصية الانسان، وهو انمـا ينطلق في حياته من هذه القاعدة، لان الثقافة تمثل القوالب التي تتشكل فيها شخصية الانسان، وتحول الحوادث والمتغيرات التي يمر بها الى مكونات تتفاعل تلك الشخصية معها، والثقافة ان كانت حيّة ونابضة بالحيوية والنشاط. بامكانها ان تحول كل منعطف تأريخي خطير بل كل محنة وشدة الى معراج وسلم لكمال الانسان .اما اذا كانت الثقافة ميتة وجامدة فانها سوف لا تجدينا نفعا في المحن والشدائد، ولكي يكون موقف الانسان إزاء الحوادث الصعبة التي يمر بها موقفاً ايجابياً، فيصنع من الخسارة مكسباً، ومن الفشل نجاحا، ومن الهزيمة انتصاراً، فلابد له اولا من ان يغير رؤيته للحياة، وبالتالي يغير ذلك المصنع الخفي الكامن في نفسه الذي يستلم مواد الافكار والثقافة ليحولها الى جسم حي نابض بالحركة والنشاط .ولاشك ابدا ان لا نبض ولاحركة ولانشاط وتقدم وابداع وعطاء و(حياة) مع الاغراق في التشاؤم والاستسلام لليأس، وهذا امر كما ينطبق على الفرد يجري في حياة المجتمع والشعب والامة كذلك.. فكما ان الاستسلام للاحباط والضعف واليأس والتشاؤم تدل على ـ او بالاحرى (تعجل) ـ ايام الشيخوخة وربما الموت للانسان الفرد، كذلك في الثقافة...، وأيام الشيخوخة في الثقافة تتسم بضعف القيم الدافعة نحو التقدم والحركة والانطلاق..
ان شخصية الانسان المؤمن الثقافيـة قد مزجت مزجاً بالأمل والتفاؤل، بالله - تعالى - وبالتوكـل المطلق عليه، فكيـف يمكن ان تنهار هذه الشخصية؟، ولان المؤمن يعيش الأمل، فانه يفتش دائما لكي يجد الطرق الكفيلة بالخروج من الازمات الصعبة بالرغم من اشتدادها... وقد ورد في الحديث الشريف: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، فمن الضروري الاستعانة بالله وتغيير النظرة إلى الحياة وعلى الإنسان لكي ينجح في حل مشاكله ان يؤمن بان الخالق قد اودع في هذه النفس من الطاقات ما يفوق التصور.. واذا كان سلاح اليأس والإحباط هو أهم اسلحة الشيطان، وكما جاء في الحديث: (اليأس من جنود الشيطان). فإن علينا ان نقاوم هذا اليأس، لا ان نستسلم له... فالمؤمنون يطردون اليأس بالأمل والتفاؤل والثقة بالله ـ تعالى ـ وحسن الظن به،، ويدفعون ما يقذفه الشيطان في قلوبهم بنظرة الى رحمة الله الواسعة.، فلماذا لا نذكر رحمة الله؟ ومتى غيّر عادة الاحسان حتى نبحث عن غيره؟ انه يأتينا في كل لحظة، ويدعونا الى نفسه... وما القرآن الكريم الاّ بطاقة دعوة رقيقة رحيمة حكيمة لنا، يقول الله - تعالى - فيها لكل واحد منا: عبدي اني احبك، وقد خلقتك للبقاء لا للفنـــاء، ولأرحمك لا لأعذبك، ولأدخلك جنتي.. فلماذا ندع الشيطان يخدعنـا ويسلب منا التفاؤل والأمل، والثقة بالله تعالى، وبقدرة الانسان على تخطي العقبات والانكسارات، وسيئات واقعه (الذي يصنعه هو بذاته)، لينطلق ويغير ويبني (نفسه ومستقبله معنى ومادة) بفكر مسؤول وثقافة مسؤولة (ثقافة الحياة
الإثنين 26 ديسمبر 2022, 10:49 pm من طرف backup
» جروب علي الفيس بوك
الثلاثاء 28 يوليو 2015, 2:49 am من طرف ميدو171983
» غبنا وغاب الابداع,,,ورجعنا نعدل الاوضاع
الجمعة 19 أبريل 2013, 12:25 pm من طرف معين الحارة
» شاهد أغرب مركز تسوق فى العالم
الجمعة 19 أبريل 2013, 12:20 pm من طرف معين الحارة
» سجل حضورك بنطق الشهادتين (يرجي التثبيت)
الإثنين 25 مارس 2013, 4:06 am من طرف شيخ الحارة
» سجل حضورك بلن نعترف باسرايل ارجو التثبيت
الإثنين 25 مارس 2013, 4:04 am من طرف شيخ الحارة
» سجل حضورك يوميا بالصلاة على الحبيب محمد
الإثنين 25 مارس 2013, 4:01 am من طرف شيخ الحارة
» كتة بتخليك ترد غصـــــــــب....هههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههههههه
الثلاثاء 05 مارس 2013, 5:05 am من طرف غريبه الناس
» فوائد انقطاع التيار الكهربائي في غزة هههههههه حكمتك يارب
الثلاثاء 05 مارس 2013, 4:44 am من طرف غريبه الناس