سنبدأ الحكاية من البداية.. 26-9-1996 كان يوما أسود في تاريخ الاحتلال الصهيوني.. فقد اتخذت الحكومة الصهيونية بقيادة زعيم حزب اليكود آنذاك بنيامين نتنياهو قرارها الأحمق بفتح نفق تحت المسجد الأقصى المبارك بطول 450 مترا..
تأتي هذه المحاولة لفتح النفق بعد محاولتين فاشلتين عام 1986 وعام 1994.. ولكن كان لهذه المحاولة ما يميزها.. فقد جاءت من حكومة يمينية متطرفة ترفض اعادة شبر واحد من فلسطين للفلسطينيين ، كما وجاءت عشية عيد الغفران اليهودي ، لتكون ما يشبة الهدية الى المتطرفين الصهاينة. وجائت أيضا في وقت كان الأفضل بالنسبة للهدوء الأمني والازدهار الاقتصادي.
يبدو أن الحكومة الصهيونية راهنت على انفصال الشعب عن قيادته ، ووجود فجوة واسعة بين المواطن والسلطة الفلسطينية. لتتكسر كل هذه الأوهام على صخرة المفاجآت الفلسطينية...
عند قيام القوات الصهيونية بفتح النفق ، عقد الرئيس الراحل ياسر عرفات اجتماعا طارئا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، وبعث برسائل عاجلة لكل من الرئيس الامريكي بل كلينتون والعاهل الاردني الملك حسين والرئيس التركي سليمان ديميريل، يطلعهم بها على المستجدات على الأرض ويطالبهم بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها..
لكن الوساطة الدبلوماسية لم تنفع ، واستمرت اسرائيل في تعنتها وممارساتها.
فأسقطت القيادة الفلسطينية غصن الزيتون ورفعت البندقية...
وجه الرئيس الفلسطيني خطابا الى الشعب داعيا الى مقاومة العدوان بكل الوسائل المتاحة، وما هي الا لحظات حتى اشتعلت القدس والضفة وغزة نارا تحت أقدام الصهاينة..
مظاهرات ذات طابع سلمي خرجت في كل المدن الفلسطينية.. فما كان لقوات الاحتلال الا ان واجهتها بالرصاص الحي!! وبعثت اسرائيل بـ 5000 جندي الى مدينة القدس.. وأدخلت اسرائيل الدبابات الى مواجهات الحجارة مع الأطفال.
لقد أقفلت اسرائيل كل الخيارات التي من شأنها حل القضية سياسيا ، فما كانت النتيجة الا ان استيقظت البندقية الفتحاوية، وأزاحت أوراق اتفاقيات اوسلو والقاهرة لتخرج من تحتها مليئة بالعزم والعنفوان.
هذه المرة خرجت البندقية الفتحاوية بلباس رسمي.. لباس عنصر الأمن الفلسطيني..
دارت المعارك في كل نقاط التماس وفي كل مدن الضفة والقطاع.
كان أعنف تلك المعارك في غزة ، وتحديدا على مفرق محررة نتساريم.. فقد دار اشتباك بين قوات الأمن الوطني والارتباط العسكري بمؤازرة الأمن الوقائي ضد القوات الصهيونية. اعترفت فيه اسرائيل بمقتل 14 جندي واصابة 30.. وسيطرة قوات الأمن الفلسطيني على الموقع الصهيوني لعدة ساعات قبل انسحابها..
وفي الضفة الغربية حاصرت قوات الـ 17 وحرس الرئاسة الفلسطيني النقطة العسكرية الصهيونية قرب قبر النبي يوسف بمدينة نابلس ، ودار اشتباك عنيف قتلت خلاله قوات الأمن عدد من الجنود الصهاينة فيما استسلم العدد الباقي.. وكانت المرة الأولى التي تنقل فيها وسائل الاعلام مثل هذه الصور ، كانت صور 41 جندي صهيوني يسيرون أذلاء منزوعي السلاح تحت قبضة رجال الأمن الفلسطيني.
لقد استمرت تلك الانتفاضة والتي اصطلح على تسميتها لاحقا بـ "هبة النفق" حتى يوم 29-9-1996 وأدت الى استشهاد 63 فلسطيني وجرح 1600 آخرين. فيما قتل 36 جندي صهيوني واصيب المئات في الطرف الآخر.
شكلت هبة النفق حلقة جديدة في سلسلة النضال الفلسطيني التي أثبت فيها الشعب الفلسطيني تمسكه بأرضه ومقدساته حينما هبّ الشعب الفلسطيني بكل فئاته في موقف فاجأ العالم قبل أن يفاجئ إسرائيل فتوحدت جميع فئات الشعب الفلسطيني في خندق المواجهة والتصدي لقوات الاحتلال الغاشمة، مؤكدين من جديد أن المساس بالمقدسات خط أحمر وعندما يتعلق الأمر بها فإن أي شيء يهون.. وكانت تلك المرحلة الفاصلة التي وضعت نقطة تحول كبيرة في مسار القضية الفلسطينية ، وأفشلت مشاريع التطرف الصهيوني التي تعتمد على فرض سياسة الأمر الواقع.
وأظهرت أن الشعب الفلسطيني يملك خيارات متعددة غير المفاوضات..
وقد كان من نتائج هبة النفق الزام الصهاينة بالتوقيع على برتوكول اعادة الانتشار من مدينة الخليل، وتم تحرير أجزاء كبيرة من المدينة..
بعد 14 عاما من الهبة المباركة يبقى أن يتعلم الجميع الدرس..
يجب أن تعلم يا نتنياهو اننا نجنح للسلام ، ليس من أجلك أو من أجل اسرائيل وانما حفاظا على دماء شعبنا الفلسطيني. ولكن عندما تفكر في فرض الأمر الواقع أو المماطلة العبثية وسياسة كسب الوقت في المفاوضات فاعلم ان البندقية ما زالت حاضرة ولن تسقط.
ويجب على الاطراف السياسية الفلسطينية التي تجر الشعب الى حروب تحرق الأخضر واليابس ان تتعلم الدرس أيضا.. فالمقاومة لها وقتها وسياستها لتحقق أهدافها.
ويجب أن تخضع لحساب الشعب بقدر ما تحققه من مكاسب أو ما تتسبب به من معاناة.
تأتي هذه المحاولة لفتح النفق بعد محاولتين فاشلتين عام 1986 وعام 1994.. ولكن كان لهذه المحاولة ما يميزها.. فقد جاءت من حكومة يمينية متطرفة ترفض اعادة شبر واحد من فلسطين للفلسطينيين ، كما وجاءت عشية عيد الغفران اليهودي ، لتكون ما يشبة الهدية الى المتطرفين الصهاينة. وجائت أيضا في وقت كان الأفضل بالنسبة للهدوء الأمني والازدهار الاقتصادي.
يبدو أن الحكومة الصهيونية راهنت على انفصال الشعب عن قيادته ، ووجود فجوة واسعة بين المواطن والسلطة الفلسطينية. لتتكسر كل هذه الأوهام على صخرة المفاجآت الفلسطينية...
عند قيام القوات الصهيونية بفتح النفق ، عقد الرئيس الراحل ياسر عرفات اجتماعا طارئا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، وبعث برسائل عاجلة لكل من الرئيس الامريكي بل كلينتون والعاهل الاردني الملك حسين والرئيس التركي سليمان ديميريل، يطلعهم بها على المستجدات على الأرض ويطالبهم بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها..
لكن الوساطة الدبلوماسية لم تنفع ، واستمرت اسرائيل في تعنتها وممارساتها.
فأسقطت القيادة الفلسطينية غصن الزيتون ورفعت البندقية...
وجه الرئيس الفلسطيني خطابا الى الشعب داعيا الى مقاومة العدوان بكل الوسائل المتاحة، وما هي الا لحظات حتى اشتعلت القدس والضفة وغزة نارا تحت أقدام الصهاينة..
مظاهرات ذات طابع سلمي خرجت في كل المدن الفلسطينية.. فما كان لقوات الاحتلال الا ان واجهتها بالرصاص الحي!! وبعثت اسرائيل بـ 5000 جندي الى مدينة القدس.. وأدخلت اسرائيل الدبابات الى مواجهات الحجارة مع الأطفال.
لقد أقفلت اسرائيل كل الخيارات التي من شأنها حل القضية سياسيا ، فما كانت النتيجة الا ان استيقظت البندقية الفتحاوية، وأزاحت أوراق اتفاقيات اوسلو والقاهرة لتخرج من تحتها مليئة بالعزم والعنفوان.
هذه المرة خرجت البندقية الفتحاوية بلباس رسمي.. لباس عنصر الأمن الفلسطيني..
دارت المعارك في كل نقاط التماس وفي كل مدن الضفة والقطاع.
كان أعنف تلك المعارك في غزة ، وتحديدا على مفرق محررة نتساريم.. فقد دار اشتباك بين قوات الأمن الوطني والارتباط العسكري بمؤازرة الأمن الوقائي ضد القوات الصهيونية. اعترفت فيه اسرائيل بمقتل 14 جندي واصابة 30.. وسيطرة قوات الأمن الفلسطيني على الموقع الصهيوني لعدة ساعات قبل انسحابها..
وفي الضفة الغربية حاصرت قوات الـ 17 وحرس الرئاسة الفلسطيني النقطة العسكرية الصهيونية قرب قبر النبي يوسف بمدينة نابلس ، ودار اشتباك عنيف قتلت خلاله قوات الأمن عدد من الجنود الصهاينة فيما استسلم العدد الباقي.. وكانت المرة الأولى التي تنقل فيها وسائل الاعلام مثل هذه الصور ، كانت صور 41 جندي صهيوني يسيرون أذلاء منزوعي السلاح تحت قبضة رجال الأمن الفلسطيني.
لقد استمرت تلك الانتفاضة والتي اصطلح على تسميتها لاحقا بـ "هبة النفق" حتى يوم 29-9-1996 وأدت الى استشهاد 63 فلسطيني وجرح 1600 آخرين. فيما قتل 36 جندي صهيوني واصيب المئات في الطرف الآخر.
شكلت هبة النفق حلقة جديدة في سلسلة النضال الفلسطيني التي أثبت فيها الشعب الفلسطيني تمسكه بأرضه ومقدساته حينما هبّ الشعب الفلسطيني بكل فئاته في موقف فاجأ العالم قبل أن يفاجئ إسرائيل فتوحدت جميع فئات الشعب الفلسطيني في خندق المواجهة والتصدي لقوات الاحتلال الغاشمة، مؤكدين من جديد أن المساس بالمقدسات خط أحمر وعندما يتعلق الأمر بها فإن أي شيء يهون.. وكانت تلك المرحلة الفاصلة التي وضعت نقطة تحول كبيرة في مسار القضية الفلسطينية ، وأفشلت مشاريع التطرف الصهيوني التي تعتمد على فرض سياسة الأمر الواقع.
وأظهرت أن الشعب الفلسطيني يملك خيارات متعددة غير المفاوضات..
وقد كان من نتائج هبة النفق الزام الصهاينة بالتوقيع على برتوكول اعادة الانتشار من مدينة الخليل، وتم تحرير أجزاء كبيرة من المدينة..
بعد 14 عاما من الهبة المباركة يبقى أن يتعلم الجميع الدرس..
يجب أن تعلم يا نتنياهو اننا نجنح للسلام ، ليس من أجلك أو من أجل اسرائيل وانما حفاظا على دماء شعبنا الفلسطيني. ولكن عندما تفكر في فرض الأمر الواقع أو المماطلة العبثية وسياسة كسب الوقت في المفاوضات فاعلم ان البندقية ما زالت حاضرة ولن تسقط.
ويجب على الاطراف السياسية الفلسطينية التي تجر الشعب الى حروب تحرق الأخضر واليابس ان تتعلم الدرس أيضا.. فالمقاومة لها وقتها وسياستها لتحقق أهدافها.
ويجب أن تخضع لحساب الشعب بقدر ما تحققه من مكاسب أو ما تتسبب به من معاناة.
الإثنين 26 ديسمبر 2022, 10:49 pm من طرف backup
» جروب علي الفيس بوك
الثلاثاء 28 يوليو 2015, 2:49 am من طرف ميدو171983
» غبنا وغاب الابداع,,,ورجعنا نعدل الاوضاع
الجمعة 19 أبريل 2013, 12:25 pm من طرف معين الحارة
» شاهد أغرب مركز تسوق فى العالم
الجمعة 19 أبريل 2013, 12:20 pm من طرف معين الحارة
» سجل حضورك بنطق الشهادتين (يرجي التثبيت)
الإثنين 25 مارس 2013, 4:06 am من طرف شيخ الحارة
» سجل حضورك بلن نعترف باسرايل ارجو التثبيت
الإثنين 25 مارس 2013, 4:04 am من طرف شيخ الحارة
» سجل حضورك يوميا بالصلاة على الحبيب محمد
الإثنين 25 مارس 2013, 4:01 am من طرف شيخ الحارة
» كتة بتخليك ترد غصـــــــــب....هههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههههههه
الثلاثاء 05 مارس 2013, 5:05 am من طرف غريبه الناس
» فوائد انقطاع التيار الكهربائي في غزة هههههههه حكمتك يارب
الثلاثاء 05 مارس 2013, 4:44 am من طرف غريبه الناس